إلا ما يجي بكرا الأجمل…

يمكن أصعب شي أحكي عن الأمل بهيك لحظات، وبوقت كل مصيبة لاحقتها مصيبة.

بالسنين الماضية كنت اكتب أفكار وخواطر عن لحظة. اليوم عم عيش لحظات والأفكار مش عم تهدأ وكلها عشوائية.

كنت قول ما بدي ولاد لأنه بخاف جيبهم على هيك دنيا، وخوفي زاد بهاللحظات.

كنت قول إنه لبنان وجعني وجرحني، والجرح كبر وزاد بهاللحظات.

كنا نقول قطعنا بأيام صعبة وما إشبنا شي. اليوم عم بكتشف قديش من جوا كل هالايام الصعبة مأثرة علينا. إذا بج دولاب شاحنة منفكر إنفجار.

نحن مش مناح. نحن تعبانين وكل واحد عم بداوي ويعالج تعبه على طريقته: حدا بالإنكار، وحدا بالعلاج النفسي، وحدا بالرقص والسهر، وحدا بالإنعزال، وحدا بالهروب وحدا بالغضب وحدا بمساعدة غيره……

بس الأكيد إنه وجعنا واحد ومش سهل يلي عشناه وعم نعيشه.

نحن خسرنا أيام من عمرنا، خسرنا ناس ما قدرنا نودعهم وما لحقنا نستوعب الخسارة.

نحن منخاف من السكوت أكتر من العتمة، لأنه يمكن  بعد السكوت يطلع إنفجار أو صاروخ. 

نحن منخاف من الفرح ومنقول وقت نكون فرحانين: “الله يستر بعد هالضحك كله”.

صارت الوحدة ترعبنا، ونخاف ما يكون في مين يسأل عنا لأنه العالم أخد صورة إنه نحن مندبر حالنا وما بصرلنا شي.

بس نحن بصرلنا وصرلنا. بقولو عنا إنه نحن شعب مرن. لأ. نحن منتحمل، بس في غصة جواتنا ما بتشوفوها. في دمعة مش عم تنزل لأنه كرامتنا ما بتسمح.

اليوم بدي ضل متفائلة لأنه بضل مؤمنة إنه نحن أقوياء بس بحاجة لناخد نفس. وبالرغم من كل شي عم شوف الأمل بالظلام يلي عايشين في. وعم شوف الأمل بالصبر يلي بخلينا نوعا كل يوم ونوقف ع اجرينا، بالأشياء والتفاصيل الصغيرة يلي كانت تمرق بحياتنا بلا ما ننتبه و طلعت أهم من الأشياء الكبيرة، باللطف والحنان والإبتسامة والإهتمام يلي بتشفي حزن الغريب وبتريح قلب القريب، بالناس يلي واقفة حد بعضها بالرغم من قدرتهم المحدودة، بعيون الختيار يلي عم بجر عرابية الخضار وما إستسلم بنصف الطلعة، بالمبادئ الإنسانية يلي بتجمعنا، بعيون الأولاد يلي هني أمل المستقبل.

 اليوم نحن مش مناح وخايفين بس إلا ما يجي بكرا ونرجع نفرح، نرقص، نغني، نحضن بعض، نبتسم بلا غصة، و ننام على صوت الهدوء و نوعا نرجع على صوت فيروز.

إلا ما يجي بكرا ونرجع أقوى. اليوم صعب، بس سوا منتخطى وما حدا منا وحده. 

Leave a Reply