كتير اشيا تغيرت وهيدا شي طبيعي لانه العالم اتطور بسرعة. ب30 سنة صار في حرب وقالوا انها خلصت.
انا عشت مراحل تغيرات لبنان على مدى أكتر من 30 سنة وخاصة فترة ما بعد مرحلة الحرب يلي قالوا انه انتهت بال90.
من الاشياء التي بشتاق لها:
سلة الدكنجي لما كانوا نسوان الحي يبعتوا سلة قش من البرندا لعند دكنجي البناية. شو كانت الدنيا أبسط والناس حقيقية أكتر. اليوم دكنجي البناية سكّر لأنه مابقى في سلة وصاروا الناس يبعتوا ورقة مع الشوفير على السوبرماركت.
الملجأ مع انه يدل على الحرب بس وقت كنا ولاد كنا ننبسط نهرب على الملجأ ونجتمع مع ولاد الحي مع سندويشات بيكون محمصة مع خيارة ونلعب على ضو الكاز ورق وبرجيس.
الصوبيا بالضيعة مع انه بعد في صوبيات بس من زمان كانت احلى مع جمعة العيلة حول الدفا بالبيت المتواضع المفتوح للجميع. اليوم صار في شوميني بقصر مسيّج حيطانه عالية وأبوابه مسكّرة.
التتخيتة يلي كنا ننطر كل سنة تنكتشف ونتذكر شو خبينا فيها السنة الي مضت.
الروحة على السوق كانت متل السفر. كنا نحضرلها قبل بوقت ونروح بهدف البحث عن ما نحن كنا بحاجة له. اليوم السوق بيجي لعندك وياما بتشوف ناس عم تبرم بالمحلات لتشتري اشياء ما بتعوزها. صرنا مجتمع استهلاكي.
تلفون البيت ودليل الارقام. كنت حافظة كل ارقام رفقاتي وكنت انطر تأرجع على البيت من المدرسة لتلفن من الهاتف الارضي يلي بيبرموا أرقامه ويلي اذا غلطت برقم لازم ترجع تسكر وتعيده . شو كنت اصرخ على يلي بيفتح الخط بالغلط: “سكروا الخط!” هلق صار التلفون بايدنا كل الوقت بس ما حافظين ولا رقم وأصلاً ما منتلفن لحدا.
الاناقة ومجلة البوردا يلي صار في بدالها فاشونيستا وانستاغرام.
الموسيقى والاغاني التي لا تنسى ويلي صار في بدالها اغاني استهلاكية تمر بسرعة وفنانين مابيتركوا أثر فينا.
الأنتان والتلفاز القديم: قديش كنا نحاول نبرم الانتان تنلقط المحطة من بين ال5 محطات الي كانت موجودة بوقتها تنحضر برنامج كلنا ناطرينه . اليوم صار في فوق ال200 محطة ومنصير منفتش عبثا على شي نحضره.
شو مشتاقة لكاسة الشاي بالضيعة يلي بكون نصفها سكر مع المرقوق السخن والزعتر يلي كانت ستي تحتفظ في بالنملية. اليوم صار في نسبريسو و بيسكويت غلوتين فري.
شو مشتاقة وقت اهلنا كانوا يقولولنا ضيفوا رفقاتم بالمدرسة. اليوم بسمع الاهل بوصّوا ولادهم انه ما يخلوا حدا ياكلهم اكلهم.
شو مشتاقة لدكانة الضيعة وللسحبة يلي كنا نربح فيها اشياء ما الها طعمة بس كنا ننبسط انه ربحنا.
شو مشتاقة لاعياد الميلاد يلي كنا نعملها بالبيت والغاتو المعمول بالبيت والهدايا البسيطة متل القصص و اللامبادير يلي كنا نرجع نهديهم بغير اعياد. اليوم صار العيد اكبر من الاعراس والهدايا كلها سينيه (signe ).
شو كنا من زمان الطف لما نشوف صبية حلوة كنا نقول الاشياء الحلوة عنها. اليوم لما نشوف صبـية صرنا نفتش على الاشياء يلي ما بتعجبنا فيها ونجرّح فيها وصرنا نقول ليك شو لابسة و ليك شو منفخة.
انا مني ضد التقدم والتطور. انا بس مشتاقة لايام كان فيها قيم وقيمة. مشتاقة لناس على طبيعتها وانسانيتها مجردة من المظاهر والإدعاءات… مشتاقة لريحة الصنوبر ولريحة ورق الخريف ببيروت… مشتاقة شوف سما بيروت مزينة بالنجوم… التلوث محى الريحة واغلق علينا منظر النجوم… كتير صار اشيا بال 30 سنة بلبنان… واكبنا التطور بس نسينا حالنا ونسينا بيئتنا ونسينا اصلنا ومحينا طبيعتنا… 30 سنة غيرونا تغيير جذري وصرنا متل الغرباء بوطننا…
دينا الحجار